كانت الولايا ت المتحدة وإيران على شفا الانزلاق فى حرب عالمية ثالثة لقد هددت إيران بتدمير (دبى) وميناء (حيفا) فى اسرائيل لو شرعت أمريكا فى الهجوم عليها. ولولا يقظة سويسرا وتدخلها الحاسم لاندلعت الحرب والتى سوف تكون لها نتائج كارثية تهدد حياة الملايين (راجع سقوط الطائرة الأوكرانية).
الشعب الأمريكى وحكومته مدينين للسفير السويسرى Markus Leitner لفطنته وتدخله الحاسم السريع. كيف تسنى للخارجية السويسرية أن تحول دون وقوع كارثة أسطورية بحجم حرب عالميه كارثية ؟ يكمن الرد فى القدرة على التواصل السريع بين إيران وأمريكا فمنذ عام 1980 تقوم السفارة السويسرية فى طهران كجسر الاتصال الوحيد بين واشنطون وطهران. دقائق معدودة بعد قيام الطيران الأمريكى بقتل القائد الإيرانى سليمانى قامت الخارجية الأمريكية ببث رسالة سريعة إلى إيران مفادها (لا تصعيد !)
خلال الأيام التالية تم تبادل رسائل بين الجانبين وبعد مضى أسبوع على الواقعة وبعد قيام إيران بإطلاق صواريخ على القواعد الأمريكية فى بغداد خفت حدة لغة التصعيد بين البلدين. من المعروف أن السفارة السويسرية ترعى المصالح الأمريكية فى طهران منذ 21 مايو 1980. ووسيلة الاتصال الرئيسية هى جهاز بث الرسائل المشفرة الذى يقع فى السفارة السويسرية بطهران.
يتواصل الجهاز مع الخارجية السويسرية فى(برن) ثم يتم بثها مباشرة للسفارة السويسرية فى واشنطون. لقد قام السفير السويسرى فى طهران بتسليم رسالة الرئيس الأمريكى باليد لوزير الخارجية الإيرانى فى صباح الجمعة مما ألزم الطرفين بعدم التصعيد ونتج عنه العزوف عن اشتعال حرب عالمية ثالثة !!!
د. يحي عبد القادر حسن / كاتب مصري