رجل الأعمال الجزائري سليم طرودي: “العصابة حاولت تدمير شركاتي”

2019-11-07T02:49:21+01:00
2019-11-07T02:49:23+01:00
حوارات
إبراهيم حمدان7 نوفمبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
رجل الأعمال الجزائري سليم طرودي: “العصابة حاولت تدمير شركاتي”

يؤكد رجل الأعمال الجزائري، سليم طرودي، في هذا الحوار لجريدة “الزمان آنفو” على ضرورة التخلي على القاعدة الاقتصادية 51/49 المنظمة للاستثمار الأجنبي في الجزائر، مع الإبقاء عليها في بعض القطاعات الإستراتيجية فقط، مشددا على ضرورة أن تعيد الجزائر رسم دور الملحقين التجاريين في سفاراتنا حول العالم الذين يعتقد إنهم لا يقومون بأي دور لتحسين صورة الجزائر ولجلب المستثمرين، مؤكدا أنه كرجل أعمال عانى كثير من العصابة السابقة التي كانت تحكم الجزائر وقال ” عانيت وحاولت العصابة تدمير شركاتي والانتقام مني شر انتقام”، داعيا الرئيس الجزائري المقبل أن يحدث ثورة في طريقة تسيير البنوك وعلى رجال الأعمال أن ينظموا أنفسهم.

“الزمان آنفو”: بداية كيف تنظرون إلى مناخ الأعمال وما تقييمكم لآفة الفساد في بلادنا؟

سليم طرودي: للأسف وبكل مرارة يؤلمني جدا أن احدثكم بصراحة عن المؤشرات العالمية التي تضع اسم الجزائر في المراتب الأخيرة للتنمية وتجدها في أرقام أولى في مجال تفشي الفساد والكثير من الأشياء السلبية، علينا أن نغير هذه الصورة كما وقع تغيير رهيب وفي زمن قليل في كوريا الجنوبية، تركيا، البرازيل، سنغافورة وهنا يجب أن نبدأ بالمواطن الجزائري بالدرجة الأولى قبل المسؤول الذي يجب محاسبته أيضا. للأسف لم نرى أثر سلبي مثل الذي حدث في ال20 سنة الأخيرة.

من غير المعقول أن تبقى الدولة هي من تسير الفنادق السياحية كفندق الجزائر وفندق الاوراسي وغيرها يجب أن تبقى الدولة تراقب فقط. كما

اعتقد أنه يجب أن نكف على منح قروض تشغيل الشباب والدعم الفلاحي فلا توجد دولة تفعل وتقوم بما نفعل ثم تمسح هذه الديون وهكذا لاتوجد يد عاملة ذات كفاءة الكل يعتمد على الدولة.

**كيف تقرأون قاعدة 51/49 التي تحكم الاستثمار مع الأجانب، وما هو المطلوب من الحكومة لجلب الاستثمار الأجنبي؟

*اعتقد انه يجب التخلي عن قاعدة 51/49، لأنها لا تستجيب لاحتياجات وتطلعات المستثمر الأجنبي، فقط يمكن أن نتركها في القطاعات الحساسة التي يمكن الاتفاق حولها لأنها أصلا تتعلق بقطاعات سيادية، اما باقي المجالات فلا يمكن أن نخضعها لهذه القاعدة، على غرار قطاعات تجارة بسيطة كالنسيج أو غيره.

وأتأسف هنا إننا ما نزال الوحيدين في العالم الذين يتطلب فتح سجل تجاري مدة أكثر من 10 أيام، فيما يتم في بلدان أخرى فتح شركة ويقدم لك حسابك البنكي وبطاقة الجباية الضريبية في يوم واحد، كما انك تستفيد من الحق في العقار الصناعي أو الفلاحي في أقصر الأوقات وأيضا القروض أما هنا فالإجراءات ما تزال معقدة جدا.

**كيف تقيمون إجراءات الاستيراد والتصدير في الجزائر ؟

*الإجراءات صعبة، حيث نجد الإدارة هي تقريبا من الدول القليلة في العالم التي ماتزال تضع عراقيل مجحفة في مجال إجراءات الاستيراد والتصدير، لاسيما في مجال الصادرات، حيث لا تعمل إدارة الجمارك بالشكل الذي نجده في الدول المتطورة، فعمليات تحويل الأموال عبر البنوك للممون وأيضا التوقيع والتأشير على الوثائق يتم في بيروقراطية، فلماذا لا نترك المصدر يقوم بعمليات التصدير ويمنح له الوقت اللازم للقيام بعد ذلك بالإجراءات الجمركية ولماذا لا نتعامل بالشباك الوحيد وهذا ما ستجني منه الجزائر فوائد كبيرة؟.

**ما هو المطلوب من الحكومة لتشجيع الصادرات إلى الخارج؟

*ثمة مثل مصري يقول “أعطي تحضير الخبر للخبازين” فاعتقد أن هذا المثال ينطبق على الحكومة التي يجب أن تعطي الفرص لرجال الأعمال لكي يكون لديهم دور في إنعاش الاقتصاد الوطني.

أضف إلى ذلك أن الجزائر يجب أن تعيد رسم دور الملحقين التجاريين في سفاراتنا حول العالم الذين اعتقد أنهم لا يقومون بأي دور لتحسين صورة الجزائر ولجلب المستثمرين.

شيء آخر ينبغي الإشارة إليه لأنه ليس لدينا منتجات تستطيع المنافسة لذلك يجب على الدولة الجزائرية تقوم بما قامت به الصين أو ما يطلق عليه عملية “دنبينغ” وهي أن تتحمل الدولة جزء من الثمن الخاص ببيع السلع والذي سيعود عليها بالنفع مستقبلا.

salim 2 1 - El Zaman Info

**ماهي القطاعات التي يمكنها جلب العملة الصعبة؟

*اعتقد أن ثمة الكثير وعلى رأسها البتروكيمياويات، مشتقات البترول فمثلا دول مثل الصين واليابان تطورت كثيرا في هذا المجال ويمكن أن نستفيد من خبراتهم. أيضا لدينا موارد مثل الحديد في غار جبيلات وجبال الونزة و لدينا مخزون كبير من الموارد الطبيعية كالفوسفاط, والكثير من الموارد التي لا يمكن حصرها هنا دون نسيان الفلاحة وأيضا اقتصاد المعرفة الذي يدر ملايير الدولارات من خلال شركات الحوكمة والمهارات”الستارتاب”.

من جانب آخر اعتقد أننا ما نزال بعيدين عن اللحاق بالدول الأخرى في مجال السياحة، بل ولم نستطع تحقيق ما حققه حتى الجيران لأن العقليات يجب أن تتغير في هذا المجال وتعود أولا لتكوين العنصر البشري وتغيير في سلوكات المواطنين فالدين معاملة والسياحة أيضا معاملة.

**ما هو المطلوب لترقية شعبة تصدير التمور إلى الخارج؟

*لترقية تصدير التمور أولا يجب تنظيم السوق فمن غير المعقول أن يصبح كل حامل لسجل تجاري مصدر للتمور، فيما نحن نصنع ندفع الضرائب ونتحمل تبعات كل الإجراءات السلبية لما يسمى بالتصدير. علينا تسيير الأمور بعقلانية وترك المجال لأهل الاختصاص فما يحدث فوضى عارمة وكذلك استفادت تونس من التمر الجزائري الذي يباع في العالم على أنه تمر تونسي بعد عملية تعليبه.

إضافة إلى نعاني من مشكل “تكسير” الأسعار  وبطرق عشوائية، و هذا ما يتطلب جلوس السلطات المعنية للاستماع الى انشغالات المصدرين فنحن لا نصدر شيء ماعدا البترول والتمر هو المادة الوحيدة التي يمكن تصديرها في ظل امتلاكنا لأشياء أخرى فلاحية لم يتم استغلالها.

**هل عانى سليم طرودي من العصابة السابقة في مسار أعماله؟

*أكيد عانيت وحاولت العصابة تدمير شركاتي والانتقام مني شر انتقام مع حملات تم قيادتها بالوكالة ودفعت الثمن غالي في صحتي وفي مالي وفي أهلي وأولهم رأس العصابة الوزير الاسبق احمد اويحيى وكذا شقيق الرئيس السابق السعيد بوتفليقة، وتم محاربتي منذ سنوات التسعينات.

**كيف تقيمون الإجراءات الجديدة التي اتخذها وزير العدل الحالي السيد زغماتي في مجال تطهير ملفات الفساد في الجزائر ؟

*هذا الوزير يتمتع بشجاعة كبيرة أحييه فيها شخصيا لأن البلد يحتاج لرجل صارم وقوي وليس ظالم ويعطي لكل ذي حق حقه وهو في المستوى المطلوب وكل الأصوات من الجزائر العميقة تدعمه للقضاء على جذور العصابة السابقة، وأصلا فقد تم ظلمه حين كان في جهاز العدالة وتم إقصائه لأنه حاول محاربة عصابة بوتفليقة ولكن الحق انتصر.

salim 1 - El Zaman Info

**من خلال خبرتكم في التعامل مع الأجانب ترك الراحل بومدين سياسات الجزائر الاقتصادية مبنية على شراء السلاح من روسيا الاتحاد السوفيتي سابقا والتجارة مع فرنسا بحكم اتفاقيات ايفيان وتجارة واستخراج البترول مع أمريكا ..بنظركم ما هو الأنفع لنا اليوم؟

salim 2 - El Zaman Info

*يجب تنويع علاقاتنا وأن لا نبقى رهينة عند أي احد العالم اليوم لا يعترف إلا بالأقطاب والسياسيات التكاملية والاندماجية والغلبة للأقوى واقتصاديا علينا أن نعرف كيف نتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين  والبرازيل ودول نفطا وكندا واليابان.

فرنسا ما تزال الشريك الأول لنا تجاريا لكن لا يجب أن ننسى وقفة ايطاليا واسبانيا معنا في سنوات الجمر فهم من كانوا يشترون علينا ومازالوا إلى اليوم البترول والغاز. أيضا يجب أن لا ننسى ألمانيا التي لديها الكثير من التكنولوجيا التي يمكن أن نستفيد منها وأيضا الهند واندونيسيا وجنوب إفريقيا ..

**الصين موجودة في كل مكان وعلاقاتنا بها جيدة منذ مؤسسها ماوتسيتنغ ..كيف يمكن تطوير العلاقات الصينية الجزائرية؟

*إنهم موجودون في كل مكان في الجزائر في مجال البناء والعلاقات لم تنقطع معهم، لكن للأسف أن الجزائر لم تستفد من المساعدات الصينية المقدمة لإفريقيا فنحن من البلدان القليلة التي لم تستفد من الصين في افريقيا ماعدا بناء “اوبرا” الجزائر وحين أرادوا مساعدتنا في بناء ميناء طالبتهم العصابة بالأموال فذهبوا..في الوقت الذي يبني المغرب اكبر ميناء للحاويات في مدينة طنجة الساحلية.

 **بحكم معرفتكم بالسوق الأمريكية، كيف لنا أن نطور العلاقات الجزائرية الأمريكية وهل نحن بحاجة إلى مسعود زغار أخر سيد طرودي؟

*للأسف ليس لدينا أشخاص يؤمنون بـ”اللوبينغ” أو الجماعات الضاغطة فالأزمة أزمة رجال والأمريكان لا يمكن خداعهم هم يعرفون كل شيء حتى بالأقمار الصناعية للأسف دول جارة لا تمتلك إمكانيات الجزائر استثمرت فقط في جاليتها لنقل المعلومات ولنقل التكنولوجيا والديبلوماسية الرسمية تجدها تساعد عبر السفارات وكما قلت لك فمن يعملون في السفارات من ملحقين تجاريين لا يقومون بدورهم على أكمل وجه.

**ماذا تنتظرون من الرئيس القادم للجزائر في المجال الاقتصادي؟

*أتمنى له كل الخير وعليه أن يعلم أن المسؤولية تكليف وليست تشريف وانه مسؤول أمام أزيد من 40 مليون جزائري، وعليه أن يوقظ في هذا الشعب حب العمل وأن يحارب الفساد وأهم شيء أن يستعين بالنخبة الجزائرية الموجودة في الخارج لأنها قادرة على دعم بلدها الأم في كافة المجالات.

أدعو الرئيس الجديد للجزائر إن شاء الله أن يغير الذهنية والعقلية وستقلع الجزائر لأنني ومع كل شيء متفائل والجزائر كما نقول “تستاهل كل خير” رغم ما أفسده المفسدين، كما أدعو الرئيس الجزائري لإحداث ثورة في طريقة تسيير البنوك وعلى رجال الأعمال أن ينظموا أنفسهم فبعضهم تستحي أن تطلق عليهم رجل أعمال.علينا تطوير اقتصاد المعرفة ونقل التكنولوجيا لأن الطاقات الحقيقة موجودة في الشباب وخريجي الجامعات.

رابط مختصر

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق