ما يمكنني قوله عن جاليتنا التي تعيش الخارج وخاصة في فرنسا انها تتنفس في داخل الجزائر وتفكر دوما في أن تحاول بكل الوسائل المتاحة لها أن تقدم مساهماتها الى بلدها الام(كما حدث خلال حرب التحرير.
ان الجالية الجزائرية في فرنسا ترغب وتود ان :
– ان يمد الرئيس المنتخب في المستقبل والحكومة التي ستنبثق من مطالب الشعب يده ويداها الى الجالية الجزائرية في المهجر لكي تتواصل معهم كجزء من المجتمع الوطني (جنسية واحدة فقط في الجزائر) دون شك أو قانون مارق يمكن أن يقسم ويخلق فئتين من الجزائريين في الداخل والخارج.
-الاطلاع على تهيئة بيئة مناسبة بحيث يمكن للكفاءات الوطنية التي تنشأ في الخارج في مختلف المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجية والطبية والفنية وغيرها أن تساهم في بناء جزائر قوية ومزدهرة وحرة ومستقلة.
إنشاء هيئة من المجتمع الوطني في الخارج تعتمد بشكل مباشر على رئيس الوزراء وستجمع هذه الهيئة كل هذه المهارات الجزائرية في جميع أنحاء العالم لتقديمهم (عن طريق تخصيص جزء من وقتهم) للمساعدة في خلق مختبرات الأبحاث في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والتكنولوجيا الحيوية والروبوهات والذكاء الاصطناعي لتوفير الخبرة في الاقتصاد والمالية والإدارة والقانون الدولي وقانون الأعمال وغيرها.
دول أخرى مثل الهند والصين نستشهد بهما في هذا الاطار حيث أن هذين البلدين نجحا و لماذا الجزائر لا ؟§ وباعتقادي هنا ان كل ما هو مفقود هو الإرادة السياسية ورؤية واضحة لما نريده لوطننا العزيز.
غداً كما في كل عام سنحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لمذبحة الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 على أيدي شرطة المحافظ الجنائي موريس بابون وسيكون مجتمعنا على مسرح ضفاف نهر السين (في إيل دو فرانس) حيث كانت هذه المذابح من جسر سان ميشيل إلى باريس عبر نانتير وكولوميز وبزنز وأرجنتين وجنيفيلير وآسنيير وكليشي وبونت دي نويلي حتى لا ينسى أحد شيوخنا هؤلاء الجزائريين الذين خرجوا حتى تستطيع الجزائر العيش بحرية ومستقلة.
لقد قام مجتمعنا بالكثير وقاتل لسنوات لضمان أن هذه المذبحة المؤلمة معروفة لكل الشعب الفرنسي، وأن هناك ذكريات تذكارية، واليوم تواصل هذه المعركة حتى لا ينسى اي احد ما حدث.
لذلك كانت الجالية مع الجزائر والجزائريين خلال العقد الأسود من خلال إظهار دعمها لإخوانها الجزائريين وجيشها (الذين قاتلوا الجماعات الإرهابية وحدهم) وشرحت في كثير من المرات عبر وسائل الإعلام الفرنسية والدولية أن القتلة هم الإرهابيين وليس الجيش.
لطالما كانت الجالية الجزائرية سفيرة الجزائر ومدافعة عنها وستظل كذلك.
د. آدم بن أحمد
رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية