لو أنك تأملت صورة التقطت منذ زمن ولى أو طالعت لوحة تضم منظرا طبيعيا أو
أثرا عتيقا .. هل ستجلب لك تلك الذكرى شعورا بالسعادة وإحساسا بزمن جميل فيه
استمتعت بصحبة الأصدقاء وتسامى روح الإنتماء وطيب العيش ؟
استولت على تلك المشاعر حين عرضت صورة تذكارية لخريجى كلية السياحة
والفنادق قسم الإرشاد السياحى لعام 1987. يستولى عليك شعور بالسعادة الغامرة
والأمل الوثاب حين تطالع وجوه الخريجات الرقيقات وهن يستشرفن المستقبل
الزاهر ويحلمن بغد مشرق وأمل وليد.
لماذا نعشق الماضى الذى إنقضى ونبكى على أطلال عذب الذكريات وحلو الأمانى؟
يبدو أننا نتشبث بالماضى الذى عشناه عوضا عن غد مجهول ومستقبل تحيط
به الشكوك. لكن هل يشعر المرء بسعادة لحظية حين يسترجع ذكريات زمن ولى
إجتمع فيه بفريق من الزملاء طيلة أربعة أعوام من زمن الشباب والفتوة وروح
المغامرة والإثارة والمخاطرة؟
تلقيت رسائل من اصدقاء شتى من أنحاء العالم .. د. هبة مسعد أستاذة الإعلام
بجامعة البحرين ذكرت حين طالعت الصورة التذكارية أنها تضم زميلات لها
جمعتهن الدراسة فى كلية RAMSES COLLEGE العريقة وقد فضلن الإلتحاق
بكلية السياحة والفنادق لدراسة تاريخ وآثار الحضارة المصرية وماضيها الساحر.
أما بلال وياسر وهند ومى وأيمن ومها ومايار وسعاد فقد أعربوا عن ولعهم بسنوات
الدراسة التى جمعتهم فى صحبة شملها الحب والألفة والصداقة فى قاعات الدرس
وحديقة الكلية ومنهلها الأليف الذى يشرف على ضفاف النهر الخالد.
ولكم طربت حين اكتشفت أن ضمن عشاق السياحة والسفر الذين جذبتهم الصورة
الجميلة د. حسام درويش رجل السياحة الدولية. ومن كلية الإعلام مريم ونورهان
وميادة وبسنت. هل مطالعة صورة جميلة مبهجة تولد إحساسا بالثقة وتعزز مشاعر
الأمل والراحة وأن الغد أفضل من اليوم؟ لعلها أبيات الشاعر الرقيق (قيس )
الذى ذكر أنه حين يزور الحى الذى كانت تقطنه حبيبته (ليلى) فإنه يتذكر معشوقته
التى فتن بها ” وما حب الديار شغفن قلبى .. لكن حب من سكن الديار”.!!!
د يحيى عبد القادر حسن
كاتب مصرى