“قال إيه مراد ابن آدم؟
قلت له طقه
قال إيه يكفى منامه؟
قلت له شقه
قال إيه يعجل بموته؟
قلت له زقه
قال حد فيها مخلد؟
قلت له لأه “
كانت تلك محاورات الفيلسوف الشعبى العبقرى بيرم التونسى ( 1893 – 1961 ) وتعكس واقعية وحياة القسوة والمرارة التى عاشها مطاردا ولاجئا بين بورسعيد والإسكندرية والقاهرة وفرنسا أما الفيلسوف الألمانى ورائد التشاؤم شوبنهاور ( 1788 – 1860) فلقد طالعت مقالا للدكتور أنور مغيث فى صحيفة الأهرام (11 فبراير 2020) بعنوان (شوبنهاور والسخرية المريرة ). يسرد فيه د. مغيث أن شوبنهاور “اشتهر بأنه فيلسوف التشاؤم وهى تسميه جعلته قطبا مضادا للفيلسوف ليبنتز الذى كان رائدا للتفاؤل محاولا إقناعنا بأننا نعيش أفضل حياة. تلك الفكرة التى سخر منها فولتير فى رواية (كانديد). يرى شوبنهاور أن الحياة مثل بندول يتراوح
يمينا ويسارا بين الملل والمعاناة. أما السعادة فهى وهم نطارده وحين يتحقق نشعر بالضجر.
الإنسان العادى يبحث عن السعادة خارج دائرته الطبيعية فهو يسعى للمال والسلطة والحب فى
حين أن الحكيم يفتش عن السعادة داخله. وتتلخص جنته فى تجنب الشرور والآلام وليس الركض
وراء الملذات التى تهلك بنى البشر.
تعد نظرية شوبنهاور ملهمة للجميع حيث يقرر أن القدر هو من يوزع الورق علينا بينما نحن نقنع
بدور اللاعبين. اكتسب الفيلسوف شهرة واسعة نظرا لأسلوبه الساخر الساحر فأصبح نبراسا
يهب الهدوء والسكينة للنفوس المضطربة إذ أن نظرته المتشائمة التى تستهين بالحياة تجعل
الإنسان العادى يشعر بالتعالى على الأزمات والكوارث وقدرته على اجتيازها”. ترى هل تنجح
فلسفة شوبنهاور فى إزاحة الرعب الذى يجتاح قارات العالم الخمس منذ انتشار وباء كورونا
الذى يكتسح المدن والسفن والطائرات كالإعصار.
د. يحي عبد القادر حسن/ كاتب مصري ومستشار في السياحة