أعربت المستشارة الثقافية لسفارة فرنسا ومديرة المعاهد الثقافية الفرنسية بالجزائر السيدة احلام غربي عن احترام وتقدير للغة العربية في يومها العالمي، مشيرة ان اهداف المعهد الفرنسي في كل العالم العربي هو ان ينجح في ايجاد التعاون بين اللغة العربية واللغة الفرنسية وان هذا ما تطمح اليه الثقافة الانسانية، كاشفة في ذات الوقت عن احتفاليات بلغة سبويه والجاحظ والمتنبي في كل يوم من ال18 من ديسمبر حيث تم تكريم في السنة الماضية عملاق الشعر العربي محمود درويش.
وجاء حديث احلام غربي مديرة المعاهد الثقافية خلال لقاء معها على هامش احتفالية سوق الميلاد التي نظمتها سفارة فرنسا بالجزائر في فيلا نجمة باعالي العاصمة الجزائرية، حيث كشفت الدبلوماسية الفرنسية عن برنامج المعهد الفرنسي الذي تراسه ويضم عدة معاهد في الشرق والغرب والوسط بالجزائر.
واضافت المستشارة الثقفافية لسفارة فرنسا ان ثمة برنامج جديد في مطلع شهر جانفي 2024 سيركز على الرياضة نظرا لان فرنسا ستنظم الالعاب الاولمبية ونود تطوير قطاع الرياضة ولهذا سيتك التركيز على الجانب الرياضي، دون الاخلال بالبرنامج الثقافي مثل التركيز على اللغة الفرنسية شهر مارس المقبل التراث في افريل وايضا الطبخ في شهر جوان .
جدير ذكره ان باريس تحتفيفي كل سنة عبر منظمة اليونسكو، ومعهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس، وصحيفة لوموند، باليوم العالمي للغة العربية في الـ18 من ديسمبر الجاري، باعتبار العربية أحد أهم أركان التنوّع الثقافي للبشرية، وهو اليوم الذي اتخذت فيه الأمم المتحدة عام 1973 قرارها التاريخي، بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. وذلك بمُشاركة مجموعة من الخبراء والأكاديميين والفنانين وممثلين عن المؤسسات المختصة.
و الاحتفال باللغة العربية في يومها العالمي يُتيح فرصة للتنويه بالمساهمات العظيمة لهذه اللغة في الحضارة البشرية، لا سيما من خلال الفنون والآداب والهندسة المعمارية والخطوط الفريدة. فكانت اللغة العربية، وما زالت، سبيلاً لنقل المعارف في مختلف ميادين العلم والمعرفة، ومنها الطب والرياضيات والفلسفة والتاريخ وعلم الفلك.
حصون السلام.
ويعد اليوم العالمي للعربية فرصة للتنويه بالمساهمات الكبرى لهذه اللغة في الحضارة البشرية، لا سيما في الفن والأدب والهندسة
واحتفى المعهد الفرنسي العام الماضي مثله مثل معهد العالم العربي في باريس، وبالتعاون مع صحيفة اللوموند وعدد من أهم وسائل الإعلام الفرنسية، باليوم العالمي للغة العربية بفعاليات أدبية فنية ثقافية تمتدّ على 3 أيام ممتعة وغنية بالمعلومات وأفكار التحفيز على تعلّم اللغة الأم في بلدان المهجر، من 14 وحتى 16 ديسمبر الجاري، تحت شعار “أنا لغتي”، محمود درويش.
وتضمنت الأنشطة ورش عمل في فن الخط العربي، دورات تمهيدية ومُسابقات إملاء للمُبتدئين، عروضاً راقصة ومُختارات غنائية عربية تعرض للتنوّع الموسيقي العربي، فضلاً عن عروض سينمائية.
وقرأت للجمهور بعض قصائد محمود درويش، الشاعر الفلسطيني العربي الكبير الذي احتفى به المعهد بشكل خاص في سبتمبر الماضي، فيما افتتح العرض واختتم بموسيقى تحيي التراث الموسيقي العربي للمشرق والمغرب بتصوّر جديد.
ولبّى الخطاطون طلبات الزوّار بخطّ أسمائهم باللغة العربية التي لها جمالية حروفها، وعلى كتابة أسمائهم بأنفسهم بالعربية من خلال ورشة عمل خاصة مبتكرة.
كما قدّم طلاب اللغة العربية في مركز اللغة والحضارة بالمعهد، ومدرسة سيفينيه الثانوية في باريس، ومعهد العلوم السياسية، قراءات ومشاهد ومجموعة من الأغانٍي و”زفة شامية”، فضلاً عن رحلة استكشافية لرقصة الدبكة التقليدية في بلدان المشرق، من خلال الشرح والتعليم، مع أعضاء شباب من مجموعة “الدبكة على القمر”.
وأكدت اليونسكو بهذه المناسبة، أنّ اللغة العربية أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفوية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة، تضمّ على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوّع الأصول والمشارب والمعتقدات.
ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.