لم يتوقع أحد مادونته (ماريان العوضى) على صفحات التواصل الأجتماعى وعبرت عن غضبها الشديد
من ارتداء السيد رئيس الجمهورية ميشيل عون والسيد رئيس مجلس النواب نبيه برى ربطات عنق
زرقاء اللون بينما اتشح الرئيس الفرنسى ماكرون برباط عنق أسود فاحم اللون حزين. لا أدرى أى
المصاب أفدح الإنفجار الجهنمى الذى أطاح بعاصمة لبنان فدمر مبانيها وشرد ضحاياها وشوه معالمها
أم لون رباط عنق النائب والضيف والرئيس.
من منا لايزال يتذكر موعظة السيد المسيح عليه السلام حين كان يمر بطرقات القدس- أورشليم بصحبة
حوارييه الذين اشتكوا من رائحة كريهة تنبعث من قلب هيكل كلب ميت ملقى على جانب الطريق..
- أووه … يالها من رائحة خبيثة
تمهل المعلم السيد المسيح ونظر إلى حوارييه وأشار إلى أسنان الكلب البارزة
- أنظروا .. صحيح أن رائحة الموت كريهة .. لكن تأملوا كم أسنان الكلب ناصعة البياض!
ففى قلب كل نازلة وكارثة تنبت أزاهير الأمل وتثمر براعم البشارة. لبنان تحتل فى قلوبنا منزلة
فريدة ربما لموقعها الساحر وأهلها المبدعين وإسهام روادها فى ميادين الشعر والثقافة والعلوم
والآداب. ألم تكن مهبط عرائس الشعر التى ألهمت أمير الشعراء ( أحمد شوقى) بأروع قصائده
وكانت المهد الذى ترعرع في جنباته ساحر الجيل محمد عبد الوهاب.
ألم تنجب لنا مطران وجبران ومى وتقلا ووديع وفيروز وآل رحبانى وصباح ورباح. ألم تكن
حديقة عشق نزار قبانى الشاعر الفارس الأمير. لقد انطلقت دول العالم من شرقه وغربه إلى تضميد
جراح لبنان العزيز على قلوبنا تدفع فرق الإغاثة والإنقاذ وقد جلبت المعدات الطبية والمؤن الإستراتيجية
حتى تستمر عجلة الحياة.
سريعا سوف تنفض بيروت عن سواعدها غبار الحقد الأسود لتتجمل فى أبهى حللها وتتعطر بالبنفسج
والرياحين .. لتعود رمزا أبديا للجمال والجلال وعشق المحبة والخيال.
” ياجارة الوادى طربت وعادنى مايشبه الأحلام من ذكراك
جددت فى الذكرى هواك وفى الكرى صدى السنين الحاكى ولقد مررت على الرياض بربوة غناء كنت حيالها ألقاك ….”.
د. يحي عبد القادر حسن / كاتب مصري