قد لا يعلم البعض أن 10% من إجمالى القوى العاملة فى كوكب الأرض تعمل فى صناعة السفر والسياحة
من مرشدين سياحيين ومديرى فنادق ، حيث تنتج الصناعة ما يعادل 10.4% من إجمالى الناتج المحلىGDPعلى مستوى العالم. ولكم كانت لدى منظمة السياحة الدوليةWTO أحلاما وردية بأن تزيد معدلات السياحة بمقدار 3%خلال العام الحالى 2020. إلا أن انطلاق الوباء من الصين وانتشاره على نطاق دولى لا يعنى سوى ما نعانيه اليوم من قيام الخطوط الجوية بإلغاء رحلاتها المنتظمة للصين بينما اغلقت روسيا حدودها البرية وأغلقت هونج كونج منافذها البحرية وخطوط السكك الحديدية مع الصين.
يراعى أن وباء corona virus انطلق منذ ديسمبر الماضى 2019 وفاق حجم المصابين به أولئك الذين ابتلاهم فيروس SARS خلال شهرين فقط. يتوقع خبراء الأمراض المعدية أن الوباء سوف ينتشر لعدة شهور ويصاب به عشرات الألوف حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا !!! مرضSARS أدى لانخفاض معدلات السفر بمقدار9.4 مليون سائح وخسارة مادية قدرت بحوالى 40 مليار دولار. إلا أن الصين لم تلعب دورا محوريا فى صناعة السفر والسياحة عام 2002. لاحظ أن الصين استقبلت 142 مليون زائر عام 2019 بينما سافر 134 مليون صينى فى رحلات دولية الى جانب 5.5 تريليون رحلة محلية.
يراعى ان الحكومة الصينية اصدرت تحذيرات بالنسبة لسفر مواطنيها للخارج مما سيؤثر بشدة
على الاقتصاد الكلى بكافة أنشطته ونواحيه. كنتيجة مباشرة انخفضت اسعار الطيران والرحلات البحرية
وشركات السياحة فى انحاء العالم. لاحظ أن منظمة الصحة العالمية اصدرت بيانا لتعلن الدول كافة
حالة الطوارئ لموجهة الوباء المنتشر كما اصدر المجلس الدولى للسفر والسياحةWTTC بيانا بأن الوباء الحال قد أصاب السياحة فى مقتل!
على سبيل المثال ظهر فى كندا 251 حالى اصابة بمرضSARS نتج عنها 43 وفاه مما سبب خسائر قدرها
5.25 بليون دولار وفقدان 28 ألف وظيفة عام 2002 حيث كان 100 ألف صينى يزورون كندا.
اليوم يزور كندا 800 ألف صينى ينفق كل منهم 2800 دولار. الوباء الحالى يؤثر قطعا فى صناعة
الضيافة من إقامة فندقية وخدمات الأغذية والمشروبات والتسلية والترفيه وخدمات النقل والإرشاد السياحى.
نسأل الله أن يرفع عنا البلاء … ويغفر لنا ويتولانا ويرحمنا … آمين.
د. يحي عبد القادر / كاتب مصري مختص في السياحة