سخافة رسالة ترامب قد تودى الى نجاح بايدن
بقلم د حمود صالحى من لوس أنجلس
غريب أمر الرئيس دونالد ترامب تمر بلاده بأكبر أزمة صحية عرفها العالم ذهب ضحيتها أكبر من مائتيى ألف، ولكن عوض أن يستغل الفرصة ليظهر اهتمامه وتعاطفه مع المرضى الا أنه يخرج من المستشفي معفيا من المرض فخورا مدعيا أنه هزم الفيروس فيلقب نفسه بسوبرمان ولا يترحم علي ضحايا الجائحة؛ رغم تصريحاته للكاتب الصحافى “بوب وودورد” بأنها الكورونا كارثة ستهز أميريكا والعالم بقوة لم يعرفها سابقا، يذهب الى شتم العلماء ويغيب عن نفسه فرصة قيادة اميريكا ويوحدها فى هذه الازمة، ويكون بذلك قد ضيع فرصة اعادة انتخابه بأغلبة ساحقة.
تهب البلد فى مظاهرات شعبية شرعية تنادى بوقف الاعتداءات ضد السود الاميريكيين، ويظهر أمام العالم ليقول بأن الطرفين مارسوا العنف مساويا الظالم بالمظلوم (ويعنى بالطرف الاخر المنظمات اليمينية المتطرفة)، ويغيب عنه فرصة أخرى للظهور بأنه القائد الذى يعمل على وحدة أميريكا. وهكذا طوال هذه السنين الاربعة من حكمه، لم نر فرصة ثمينة لم يضيعها الرئيس ترامب ليظهر كذلك القائد الذى تستحقه أميريكا فى أوقات محنها للاعتناء بها.
ولو سألته عن العلم وأي شىئ تريده، فيقول لك انه يعرف كل شيء وأنه أذكي أنسان في العالم يعرف عن العلم وعن الكورونا أكثر ما يعلمه العلماء ؛ ويمارس العنصرية والتحرش الجنسي لكنه يقول بأنه باستثناء “أبراهام لينكن” من أكبر رؤساء أميريكا فى خدمته لتحسين أوضاع المرأة والاقليات فى أميريكا، وان كل شيء مجرد مؤامرة ضده.
والغريب ايضا ونحن نكتب هذه الحروف يتوقع المحللين أن يفاجئبا الرئيس ترامب بالفوز بهذه الانتخابات مثلمنا فاجئنا فى انتخابات 2016 ، وسر ذلك المجمع الانتخابي الذي يعول الرئيس ترامب ان يميل لصالحه كما مال اليه في الانتخابات السابقة.
وهذا رغم كل الدلائل التاريخية التى تثبت أن الرئيس الاميريكى الذى يترشح لعهدة ثانية تعد استفتاء علىى انجازاته، لذلك لم ينتخب لعهدة الثانية أى رئيس كانت نسبة شعبية تقل عن 48 بالمائة، فأعلى نسبة حصل عليها الرئيس ترامب لم تتجاوز 43 بالمائة طوال حكمه. أضف الى هذا يهملون اعتمادهم على الاستقصاءات التى تتنبأ بفوز المرشح الديمقراطى بايدن بفارق عشرة نقاط وبفارق خارج الخطأ الإحصائي الذي يقلل من احتمال الحصول على نفس النتيجة اذا عممت على مجموع عدد السكان لتلك الفئة. وهذا يعنى أنه اذا طبقنا نسب الاستقصائات التى تحصل عليها بايدن على نفس الفئة من الناخبين فان هناك احتمال كبير أن يحصل على نفس النتيجة، وأنهم سيصوتون لصالحه.
وهناك أخيرا وليس آخيرا ذاك التقليص الذى حصل فى قاعدة الرئيس ترامب الانتخابية حيث أدى عدم احترامه للمرأة الريفية الى انحيازها الى بايدن. ونفس الشىء ينطبق على الفئات الشابة التى لاتملك شهادة جامعية والرجال ذو البشرة البيضاء.
كل هذه الحقائق، وأخرى، تشير الى أن حظوظ بايدن بالفوز بالرئاسة الاميريكية جيدة. الا أننا مازلنا نعتقد أت الرئيس ترامب قادرا على مفاجئتنا، وذاك أغربهم.