جيفــارا ومجــد لايـزول !
“لقد أفسد علينا مزارعنا” كانت تلك حجة المزارعين فى (بوليفيا) الذين ارشدوا قوات الجيش
للقبض على ارنست شيى جيفارا ( 1928 – 1967) اعظم ثائر فى القرن العشرين والطبيب
الدبلوماسى الشاعر وأحد أعمدة الثورة الكوبية. لا أنسى ذلك اليوم حين كنت أطالع صحيفة على
مرمى من المسبح الملحق بفندق الخليج العريق فى مملكة البحرين.
إلى جوارى جلس رجل شرقى الملامح يطالع كتابا بنهم شديد .. لمحت صورة الزعيم (فيدل
كاسترو) على الغلاف
- أهلا .. هل تزور البحرين للسياحة؟
- إسمى (أوجستينو) أنا فى زيارة قصيرة
- هل أنت أسبانى؟
- كوبا..
- آه رائع .. ما سر الزيارة ؟
- اعمل فى (دبى) ولتجديد الإقامة يجب مغادرة الإمارات ثم العودة
دونت اسم الكتاب وتوجهت الى مكتبة (جاشنمال) الهندية وطلبت نسخة عبر تسهيلات AMAZON
بعد عدة أيام انطلقت طائرة تحمل عاملين فى دبى إلى جزيرة (كشيش) الإيرانية حتى يمكنهم
تجديد الإقامة. سقطت الطائرة فى الخليج وأوقفت الإمارات سياسة مغادرة الأجانب لتجديد
التأشيرة.
لا أحد يعلم أن جيفارا قد التقى بالرئيس جمال عبد الناصر فى القاهرة مرتين وذلك خلال عامى
(1959 و 1965) حيث شغل منصب وزير الزراعة فى كوبا وكانت الثورة المصرية الشرارة
التى ألهبت حركات التحرر والاستقلال فى قارات العالم الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
أضحى كاسترو وجيفارا من الرموز التى تعبر عن البطولة والتضحية فى سبيل الوطن. يمكنك
متابعة التحولات التى الحقتها الثورة الكوبية اليوم حيث يتمتع الشعب بخدمات التعليم والصحة المتميزة
والترويح مجانا للمواطنين.
قارن ذلك بالأوضاع المتردية التى خلفها نظام الديكتاتور (باتيستا) حيث سهل إقامة كازينوهات القمار
والملاهى والمراهنات. كانت الجزيرة هلى الحديقة الخلفية لعصابات المافيا الوافدة من شيكاغو
ونيويورك ولاس فيجاس (راجع فيلم الأب الروحى ). تبعد كوبا حوالى 100 ميل عن ولاية
فلوريدا التى تضم جالية كوبية عظيمة.
حزن الشعب المصرى والعربى لرحيل (جيفارا) حتى أن الشاعر فؤاد نجم والشيخ إمام أطلقوا
أغنية شهيرة (جيفارا مات .. آخر خبر يا …). انبعثت تلك الذكريات حين شاهدت صورة الإعلامى
اللامع فتحى شفيق وهو يزور ضريح الثائر البطل فى مدينة سانتا كلارا الكوبية وهى التى خاض
فيها أكثر معارك التحرير شراسة حتى نالت كوبا حريتها.
د. يحيى عبد القادر حسن
كاتب مصرى