تعرضت مصر لثلاث محن سياسية على امتداد 64 عاما (1956 – 2020) ألا وهى حرب السويس
التى تلت تأميم مصر للقناة. يرى بعض المتشككين أن الحاجة للتأميم لم تكن ملحة حيث كانت ملكية
القناة تعود لمصر عام 1968 وأن حرب السويس فتحت الشهية للعدوان السافر فى 1967.
أما المحنة الوسطى فهى استعادة الأراضى المصرية فى شبه جزيرة سيناء ( 1982) والتى حشد لها
الرئيس مبارك نخبة من رجال القانون المشهود لهم بالكفاءة والخبرة الدولية.رحم الله د.أسامه الباز
الذى شارك فى المفاوضات التى ضمت د. مفيد شهاب و د. نبيل العربى رجل القانون الدولى
والراحل د.فؤاد عبد المنعم رياض وفريق من رجال السلك الدبلوماسى المرموقين. ولقد أسهم
الأمير إسماعيل شيرين فى تزويد الفريق بخرائط تاريخية نادرة ساهمت فى إستعادة أرض سيناء
الحبيبة.
أما الفتنة المعاصرة (سد النهضة) فيديرها لفيف من خبراء المياه والسدود والزراعة والرى وكذلك
الإستسقاء ! أتمنى لو تم تشكيل يضم ذوى الخبرة القانونية والدبلوماسية مثل د. منى مكرم عبيد
والمحنك عمرو موسى و د. نبيل العربى و د. مفيد شهاب والسفير القدير عبد الرؤوف الريدى.
ولا ننسى الدور المحورى للبروفيسور جورج أبو صعب أستاذ القانون بجامعات جنيف والذى أسهم
فى إستعادة مصر لأرضها السليبة. فلو اضطلع الفريق الذى ذكرته آنفا بمحاورات ومناورات السد فيمكن
لمصر أن تحصل على نتائج إيجابية مثل تلك النتائج التى حققها رجال القانون الأفذاذ فى مفاوضات (طابا) ولكانت النتائج مجزية وأقل ألما من تداعيات أزمة السويس التى كلفت مصر ثمنا باهظا.
د . يحي عبد القادر حسن / كاتب وباحث مصري