توالت الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات الرئاسية في يومها الثاني، حيث التقى المترشحون لهذا الموعد الانتخابي عند ضرورة احترام الرأي الآخر، سواء بالنسبة لمؤيدي إجراء هذه الانتخابات أو المعارضين لها، على أن يبقى موقف الأغلبية هو الفيصل في آخر المطاف.
فمن ولاية أدرار، توقف المترشح الحر عبد المجيد تبون عند ضرورة “احترام قناعة الجزائري الذي يرفض الانتخابات المقبلة”، لكونه “مواطنا جزائريا حرا، له كل الحقوق”، على أن يظل القرار في الأخير في يد الأغلبية”.
كما شدد أيضا على ضرورة تضافر كافة الجهود و “ضم الصفوف لإنقاذ الوطن”. و في ذات الإطار، سجل تبون قناعته بأن “أغلبية الجزائريين يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية لأنهم مدركون بأن الدولة التي تبقى لمدة تسعة أشهر بدون رئيس هي دولة في خطر”، فضلا عن كونهم “متخوفين من أن يؤدي بنا هذا الفراغ إلى ما آلت إليه الفترة الانتقالية سنة 1992، مثلما قال.
و دائما في معرض تأكيده على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية, شدد المترشح على أن هذه الخطوة تندرج في إطار “ضمان التغيير الذي يطالب به الشعب الجزائري”، من جهة و “إنقاذ الوطن من المأساة والتربص الذي يحوم به” من جهة أخرى.
و نفس الموقف أبان عنه مرشح حركة البناء الوطني و رئيسها عبد القادر بن قرينة الذي أكد هو الآخر, خلال تجمع شعبي بولاية البليدة، على ضرورة احترام الطرف المناهض لإجراء الانتخابات مع السهر على فتح كافة وسائل الإعلام أمامه للتعبير عن رأيه و مواقفه.
و بالمقابل, “يكون عليهم (المعارضين لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية) احترام من هم مقتنعون بضرورة إجراء الانتخابات, بحيث يبقى الفيصل في الأخير رأي أغلبية الشعب”.
و استرسل بن قرينة مؤكدا على أن الهدف يبقى -بالنسبة إليه- “ضمان انتخابات رئاسية نزيهة”، مجددا قناعته بأن عدم الذهاب إلى الرئاسيات سيؤدي إلى “سقوط الدولة و مؤسساتها في فخ التدخل الأجنبي, على غرار ما حصل في دول أخرى”.
و بولاية عين الدفلى، دعا مرشح “جبهة المستقبل” عبد العزيز بلعيد، في تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة، الشعب الجزائري بكافة شرائحه إلى “التمسك والاتحاد فيما بينه والابتعاد عن العنف بكل اشكاله والاحترام المتبادل بغية المشي نحو الامام لبناء البلاد”، مع الإشارة، مرة أخرى، إلى أنه تقدم لهذه الرئاسيات بـ”ايمان قاطع, خدمة للجزائر، في ظل تظافر جهود الجميع”.
و انتهز بلعيد خرجته الميدانية لتقديم تشريحه للوضع الحالي الذي أرجع السبب فيه إلى “انعدام عنصر التسيير في تنظيم مؤسسات الدولة”، محملا الجميع مسؤولية ما آلت إليه الأمور، بما في ذلك الشعب, باختلاف أطيافه وشرائحه.
كما عبر في هذا الشأن عن أسفه لـ”فقدان الشعب ثقته في مؤسسات الدولة و تراجع إحساسه بأنه مواطن، عليه واجبات مثلما له حقوق”.
و بمنطقة الأوراس, و بسوق أهراس تحديدا, حط رئيس حزب “طلائع الحريات” و مرشحها علي بن فليس الرحال، ليتبعها بولاية قالمة بعد أن كان، مساء أمس الأحد، بولاية تمنراست.
و في تجمعه الشعبي الأول في ثاني يوم من حملته الانتخابية، رد بن فليس على المناوئين لإجراء الرئاسيات بالتأكيد على أن الذهاب لهذه الانتخابات هو “أسلم طريق لحماية البلاد و ضمان استقرارها”، داعيا في الوقت نفسه إلى “احترام آراء الذين يؤيدون تنظيم الاستحقاقات المقبلة”.
و أضاف يقول بأن الرئيس القادم الذي سينتخبه الجزائريون ينبغي أن يكون” جامعا لكل الجزائريين دون إقصاء أو تهميش و أن يستمع لكل الأطراف المؤيدة و المعارضة”.
و بدار الثقافة “عبد المجيد الشافعي” بقالمة, ثاني محطة له في نهار اليوم, عرض ذات المترشح مشروع “العهدة الاستعجالية الوطنية”، الذي يتضمن تشكيل “حكومة توافق وطني تشمل كل الأطراف بما فيها المعارضة”.
و على صعيد آخر،أسهب بن فليس في عرض الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي المتعلق بما أسماه “اقتصاد السوق الاجتماعي” و المرتكز على “حرية المبادرة الاقتصادية و التوزيع العادل للثروة الوطنية”.
المترشحون يرافعون للاحترام المتبادل بين المؤيدين للرئاسيات و المناهضين لها
رابط مختصر
المصدر : https://elzamaninfo.com/?p=878